کد مطلب:240992 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:127

کالقمر بین الکواکب
فی روایة السید ابن طاوس من كتاب النشر و الطی عن الإمام الرضا علیه السلام فی فضل یوم الغذیر:

«إذا كان یوم القیامة زفت أربعة أیام إلی الله كما تزف العروس إلی خدرها: قیل ما هذه الأیام؟ قال: یوم الأضحی و یوم الفطر و یوم الجمعة و یوم الغدیر، و إن یوم الغدیر بین الأضحی و الفطر و الجمعة كالقمر بین الكواكب...». [1] .

تكلمنا عن المثل الأول: «زفت أربعة أیام...» [2] و المثل الثانی: «كالقمر بین الكواكب» بیان لرفعة یوم الغدیر و أكبریته من بقیة الأعیاد كما أن القمر أكبر من بقیة الكواكب و وجه أرفعیة العید الأغر یوم الغدیر علی الأعیاد هو أن الولایة روح و الأعمال التی صارت من أجلها تلك الأیام أعیادا جسد و لاخیر فی جسد لاروح فیه و الروح أرفع من الجسد قدرا و أفضل منزلة و لو لاالولایة لما قبل عمل ما عامل مهما كان العمل من صلاة و صوم و حج و غیرها مما بنی الإسلام علیه إذهی الأصل و تلك فروع و لایستقیم الفرع إلا بالأصل.

ففی صحیح زرارة عن أبی جعفر علیه السلام قال: «بنی الالسلام علی خمسة أشیاء: علی الصلاة، و الزكاة، و الحج، و الصوم، و الولایة قال زرارة: فقلت و أی شی ء من ذلك أفضل؟ فقال: الولایة أفضل؛ لأنها مفتاحهن، و الوالی هو الدلیل علیهن...». [3] .

و صحیح محمد بن مسلم قال سمعت أباجعفر علیه السلام یقول: «كل من دان الله عزوجل بعبادة یجهد فیها نفسه و لاإمام له من الله فسعیه غیر مقبول و هو ضال متحیر، و الله شانی ء لأعماله... و إن مات علی هذه الحال مات میتة كفر و نفاق، و اعلم یا محمد أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دین الله قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التی یعلمونها



[ صفحه 361]



كرماداشتدت به الریح فی یوم عاصمت لایقدرون مما كسبوا علی شی ء ذلك هو الضلال البعید» [4] .

و باقری الآخر: «... أما لوأن رجلا قام لیله و صام نهاره و تصدق بجمیع ماله و حج جمیع دهره و لم یعرف ولایة ولی الله فیوالیه و یكون جمیع أعماله بدلالته إلیه ما كان له علی الله حق فی ثوابه و لاكان من أهل الإیمان». [5] .

ثم التمثیل بالقمر شدید العلقة لما جاء فی تفسیر «و القمر إذا تلها» بأمیرالمؤمنین و الشمس بالنبی صلی الله علیهما و آلهما و سلم كما عن الشیخ الكلینی طاب ثراه فی صادقی: «الشمس رسول الله صلی الله علیه و آله به أوضح الله عزوجل للناس دینهم، قال: قلت: «و القمر إذا تلها» قال: ذاك أمیرالمؤمنین تلا رسول الله - صلی الله علیه و آله -...». [6] .

و القمر أقرب إلی الشمس من بین الكواكب المستنیرة من نورها و ضیائها و كان له الحظ الأوفر من الاستنارة دونها. كذلك الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام لقربه من النبی له النصیب الأكبر من بین الناس جمیعا بل لم یتفجر نور العلم و الحقیقة بعد الرسول إلا منه و كیف لا و هو باب مدینة العلم و الحكمة النبویة و لاتؤتی المدینة إلا من بابها و من أعظم البیوت التی أمر الله عزوجل الإتیان من أبوابها قال تعالی: «و أتوا البیوت من أبوابها» [7] .

فالعلقة بین التمثیل لیوم الغدیر بالقمر من بین الكواكب علی بقیة الأعیاد شدیدة لأجل صاحبه الذی تمت النعمة بنصبه فیه علما للناس و كمل الدین به كما قال عزوجل: «الیوم أكملت دینكم و أتممت علیكم نعمتی و رضیت لكم الإسلام دینا». [8] .

ثم التمثیل بالقمر و النجوم و الشمس قد تكرر فی الأحادیث و الزیارات و الأدعیة.



[ صفحه 362]



من الأولی: تأویل الآیة للمروی المتقدم الذكر و المثل النبوی: «أصحابی كالنجوم بأیهم اقتدیتم اهتدیتم» [9] .

و الرضوی «الإمام كالشمس الطالعة» [10] .

و المهدوی: «إذا أفل نجم طلع نجم» [11] .

و من الثانیة: «السلام علی الكوكب الدری، السلام علی الإمام أبی الحسن علی» [12] .

و من الثالثة: «أین الشموس الطالعة؟ أین الأقمار المنیرة؟ أین الأنجم الزاهرة؟» [13] .

و یمكن أن یقال بالاستعمال الحقیقی بناء علی كون الشمس اسما للجسم المضیی ء المرئی للأبصار والبصائر و القول بالاشتراك المعنوی فی جمیع أسماء الأجناس علی ما هو المختار المحرر فی محله. نعم علی المبنی الأول تمثیل.

و كیف كان فقد بان الغرض من المثل لیوم الغدیر الثامن عشر من ذی الحجة الحرام عام الوداع ما أعظمه من یوم للعالم كله عامة، و لشیعته خاصة یالیت الناس علموه و الأكثر لم یعلمه.



إن لله فی معالیك سرا

أكثر العالین ما علموه [14] .





[ صفحه 363]




[1] إقبال الأعمال 464.

[2] حرف الزاي مع الفاء.

[3] الوسائل 8 - 7/1 باب 1 من أبواب مقدمات العبادات ح 2.

[4] الوسائل 90:1 باب 29 من أبواب مقدمات العبادات الحديث 1، و الآية: 18 من سورة إبراهيم (ع).

[5] الوسائل 91 - 90/1 الباب 29 / الحديث 2.

[6] تفسير البرهان 466:4 عند تفسير الآية 1 من سورة الشمس.

[7] البقرة: 189.

[8] المائدة: 3.

[9] الامثال النبوية 104:1، رقم المثل 65، حرف الهمزة مع الصاد.

[10] تحف العقول 438، الأمثال الرضوية حرف الهمزة مع الميم.

[11] الأمثال المهدوية حرف الهمزة مع الذال.

[12] زيارة الأمير (ع) يوم المولود. المفاتيح 377.

[13] المفاتيح 535، الندبة.

[14] عبدالباقي ذكره في السفينة 231:2 في (علا) و لم يحضرني ديوانه، الأمثال و الحكم المستخرجة من نهج البلاغة رقم المثل 183، ص 529 المطبوع.